حياة الناس تقاس عادة بحجم التأثير المحقق والإنجاز المستحق وذلك من خلال ما تمّت مواجهته من تحديات وتقلبات. وخلال مراحل توحيد بلادنا الغالية عرف هذا التاريخ المهم مساهمات العديد من الرجال المميزين في صناعة هذه المسيرة المباركة، عرفها الكثيرون ممن عاصروها ويبقى الأمل في تسجيل هذا التاريخ للأجيال القادمة قائماً ومهمة مطلوبة. وبسبب قلة وندرة الكتب التي تسجل يلقى أي إصدار جديد الاهتمام والفضول والمتابعة المستحقة.
انتهيت منذ فترة بسيطة من قراءة كتاب شيّق بعنوان «حمزة غوث.. سياسي دولتين وإمارة» والصادر عن دار جداول، التي أصبحت أهم دار نشر متخصصة في التاريخ السعودي بمناطقه الثرية وشخصياته المتنوعة، والذي جاء ضخماً أشبه بالسفر الكبير في 700 صفحة. وهو من تأليف محمد السيف مالك دار جداول، وهذا ثالث كتبه عن السير الذاتية لرجال الدولة في السعودية. الكتاب المهم يؤرخ حياة شخصية عاشت حقباً زمنية مختلفة شهد صاحبها انهيار الإمبراطورية العثمانية وأحداث سفر برلك وقيام الثورة العربية بقيادة الشريف حسين وإمارة آل رشيد في حائل وتوحيد البلاد على يد الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه.
وجاء الكتاب مدعوماً بكمية مهمة جداً ونادرة للغاية من الوثائق والصور التاريخية التي دعمت الرواية والسردية المصاحبة. وتناول الكتاب تفاصيل دقيقة لحقب مثيرة وملتهبة في حياة الراحل والتي كانت هي في الواقع مرآة وانعكاساً لمجريات الأحداث العامة حينها.
واللافت أن سيرة غوث طبعت قرناً عربياً بأكمله، في كل تحولاته السياسية وتبدلاته وتقلباته الحادة والمختلفة، فقد كان شاهداً على حدثين سياسيين مهمين في مطلع القرن العشرين؛ الأول كان تداعي وتفكك الدولة العثمانية، والآخر تنامي وصعود الدولة السعودية، وما بينهما كان سقوط إمارة آل رشيد في حائل.
تنقل في حياته المهنية، فكان أول صحافي من المدينة المنورة عندما رأس تحرير صحيفة «الحجاز»، وهي أول صحيفة تصدر في المدينة، وخاض معارك أدبية وسياسية على صفحاتها، وبعدها ترأس بلدية المدينة المنورة حتى فترة الترحيل القسري لبلاد الشام التي عرفت بسفر برلك.
بعد ذلك انتقل غوث إلى الشام، ملتحقاً بجبهة الجهاد، لتقوده الأقدار بعدها للعمل في إمارة آل رشيد في حائل، مستشاراً سياسياً، ومندوباً لها في بغداد وبيروت والقاهرة ودمشق. وما كان له، وهو السياسي المحنك والخبير المطلع بظروف المنطقة، الذي يرى بزوغ وتألق نجم الملك عبدالعزيز، إلا الانتقال للعمل معه لاقتناعه التام أنه رجل المرحلة القادمة والقائد الذي تحتاجه المنطقة، فجاء عمله في العهد السعودي ليكون قمة العطاء والإخلاص والتفاني في كل المسؤوليات والمهمات التي أسندها إليه الملك عبدالعزيز -رحمه الله، في الداخل والخارج.
كتب السير الذاتية بالإضافة إلى كونها تأريخاً لمسيرة وحياة الشخصيات العامة إلا أنها أيضاً إضاءة مهمة ومطلوبة على مراحل تاريخية نحن في أمسّ الحاجة لمعرفة المزيد عنها.
انتهيت منذ فترة بسيطة من قراءة كتاب شيّق بعنوان «حمزة غوث.. سياسي دولتين وإمارة» والصادر عن دار جداول، التي أصبحت أهم دار نشر متخصصة في التاريخ السعودي بمناطقه الثرية وشخصياته المتنوعة، والذي جاء ضخماً أشبه بالسفر الكبير في 700 صفحة. وهو من تأليف محمد السيف مالك دار جداول، وهذا ثالث كتبه عن السير الذاتية لرجال الدولة في السعودية. الكتاب المهم يؤرخ حياة شخصية عاشت حقباً زمنية مختلفة شهد صاحبها انهيار الإمبراطورية العثمانية وأحداث سفر برلك وقيام الثورة العربية بقيادة الشريف حسين وإمارة آل رشيد في حائل وتوحيد البلاد على يد الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه.
وجاء الكتاب مدعوماً بكمية مهمة جداً ونادرة للغاية من الوثائق والصور التاريخية التي دعمت الرواية والسردية المصاحبة. وتناول الكتاب تفاصيل دقيقة لحقب مثيرة وملتهبة في حياة الراحل والتي كانت هي في الواقع مرآة وانعكاساً لمجريات الأحداث العامة حينها.
واللافت أن سيرة غوث طبعت قرناً عربياً بأكمله، في كل تحولاته السياسية وتبدلاته وتقلباته الحادة والمختلفة، فقد كان شاهداً على حدثين سياسيين مهمين في مطلع القرن العشرين؛ الأول كان تداعي وتفكك الدولة العثمانية، والآخر تنامي وصعود الدولة السعودية، وما بينهما كان سقوط إمارة آل رشيد في حائل.
تنقل في حياته المهنية، فكان أول صحافي من المدينة المنورة عندما رأس تحرير صحيفة «الحجاز»، وهي أول صحيفة تصدر في المدينة، وخاض معارك أدبية وسياسية على صفحاتها، وبعدها ترأس بلدية المدينة المنورة حتى فترة الترحيل القسري لبلاد الشام التي عرفت بسفر برلك.
بعد ذلك انتقل غوث إلى الشام، ملتحقاً بجبهة الجهاد، لتقوده الأقدار بعدها للعمل في إمارة آل رشيد في حائل، مستشاراً سياسياً، ومندوباً لها في بغداد وبيروت والقاهرة ودمشق. وما كان له، وهو السياسي المحنك والخبير المطلع بظروف المنطقة، الذي يرى بزوغ وتألق نجم الملك عبدالعزيز، إلا الانتقال للعمل معه لاقتناعه التام أنه رجل المرحلة القادمة والقائد الذي تحتاجه المنطقة، فجاء عمله في العهد السعودي ليكون قمة العطاء والإخلاص والتفاني في كل المسؤوليات والمهمات التي أسندها إليه الملك عبدالعزيز -رحمه الله، في الداخل والخارج.
كتب السير الذاتية بالإضافة إلى كونها تأريخاً لمسيرة وحياة الشخصيات العامة إلا أنها أيضاً إضاءة مهمة ومطلوبة على مراحل تاريخية نحن في أمسّ الحاجة لمعرفة المزيد عنها.